ذات مساء، وكان برد الشتاء يصدر صوتا بحيث تصتك الأسنان ببعضها، طرق باب بيتنا طفل صغير تستر جسده قطعة قماش خفيفة وقدماه حافيتان! خاطبني الطفل بعد أن رحبت به سائلاً : ( ممكن أحضر معاكم المسلسل ؟)، وأعقب ذلك بإعتذار طفولي برئ ، لأن ابي قام ببيع (التلفزيون) لعلاج أمي المريضة، فأظلمت الدنيا في وجهي، وتسمرت قدماي من فرط الألم!!
ـ فمشهد الطفل وهو يطلب مني ان يحضر معنا المسلسل مازال يتراءى لخاطري حين أمر بالأسواق والطرقات وانا في طريقي الى المكتب او البيت، حيث أجد فيها من يعرض بعض الأشياء المستعملة من (تليفزيون، رسيفر، طبق فضائي، دولاب ملابس، ثلاجة و..و..) وتلك أشياء ليست ذات قيمة لمن ينظر إليها بقصر النظر من برج عال، ولكنها أشياء تخلف فراغا مؤلما في الأسرة لقد كانت تستخدمها قبل أن يصيبها ضنك الحياة بحيث يرغمها على عرضها للبيع بثمن زهيد، لتعيش بثمنها بعض الوقت أو لتداوي بقيمتها أحد أفرادها.. ينزعها رب الأسرة - أو ربتها- نزعا من الصغار، ليخرج بها إلى السوق بقلب حزين، ويقول لهم ( إن شاء الله لمن الظروف تتحسن بجيب ليكم واحد تاني)، وتكون غصة الألم في تلك اللحظة قد بلغت (الحلقوم)، ولكن ما اغلى الروح والشرف، إذ انهم بما كانوا يملكون يسترون حالهم في دنيا التعفف.
ـ رويت هذه القصة حتى تواكب الشهر العظيم الذي نريد فيه كلنا ان نكون من عتقائه ، بعبادتنا وعملنا، إذ لأبد لنا أن نبحث عن من ينامون وهم يتضورون مرضا وجوعا وبردا وحاجة، نظلهم مما اتانا الله من خيرات حتى لا يضطرون لبيع ماهو غالي عند اطفالهم، نحمل معهم بعض الضيق ، سيكرمنا الله ان شاء ، وهم قريبين منا اذا فكرنا وتفقدنا حال من هم بيننا من جيران، للجار السابع والعاشر والعشرين وقد وصانا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع) ..فاستوصوا بالجار خيرا وبالفقير خيرا في الشهر الكريم وغيره من الأشهر.
وفائزين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار بإذن الله..
ـ فمشهد الطفل وهو يطلب مني ان يحضر معنا المسلسل مازال يتراءى لخاطري حين أمر بالأسواق والطرقات وانا في طريقي الى المكتب او البيت، حيث أجد فيها من يعرض بعض الأشياء المستعملة من (تليفزيون، رسيفر، طبق فضائي، دولاب ملابس، ثلاجة و..و..) وتلك أشياء ليست ذات قيمة لمن ينظر إليها بقصر النظر من برج عال، ولكنها أشياء تخلف فراغا مؤلما في الأسرة لقد كانت تستخدمها قبل أن يصيبها ضنك الحياة بحيث يرغمها على عرضها للبيع بثمن زهيد، لتعيش بثمنها بعض الوقت أو لتداوي بقيمتها أحد أفرادها.. ينزعها رب الأسرة - أو ربتها- نزعا من الصغار، ليخرج بها إلى السوق بقلب حزين، ويقول لهم ( إن شاء الله لمن الظروف تتحسن بجيب ليكم واحد تاني)، وتكون غصة الألم في تلك اللحظة قد بلغت (الحلقوم)، ولكن ما اغلى الروح والشرف، إذ انهم بما كانوا يملكون يسترون حالهم في دنيا التعفف.
ـ رويت هذه القصة حتى تواكب الشهر العظيم الذي نريد فيه كلنا ان نكون من عتقائه ، بعبادتنا وعملنا، إذ لأبد لنا أن نبحث عن من ينامون وهم يتضورون مرضا وجوعا وبردا وحاجة، نظلهم مما اتانا الله من خيرات حتى لا يضطرون لبيع ماهو غالي عند اطفالهم، نحمل معهم بعض الضيق ، سيكرمنا الله ان شاء ، وهم قريبين منا اذا فكرنا وتفقدنا حال من هم بيننا من جيران، للجار السابع والعاشر والعشرين وقد وصانا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع) ..فاستوصوا بالجار خيرا وبالفقير خيرا في الشهر الكريم وغيره من الأشهر.
وفائزين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار بإذن الله..