إِنَّ شَهْرَ رَمَضَان مَوْسِمٌ عَظِيمٌ يَغْتَنِمُهُ عِبَادُ اللهِ المَخْبتُون .. يَزْدَادُ فِيهِ إِيمَانُهُم وَ تُعَظَّم خَشْيَتهم لِمَوْلَاهُم وَ يَقْوَى’ إِخْلَاصهُم لِخَالِقهم ..
وَ لَا يُفَرِّطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ أَوْقَاتِهِ وَ لَا يَرْضَوْنَ بِتَضْيِيعِ لَحْظَةٍ مِنْ لَحَظَاتِه .. فَهُم فِي عِبَادَةٍ مُسْتَمِرَّهـ وَ طَاعَه دَائِمَه يَرْجُونَ مَغْفِرَةَ الخَالِقِ وَ رَحْمَته ، وَ مَنِّهِ عَلَيْهم بِدُخُولِ جَنَّتِه ..
فَلنُذَكّر
أَنْفُسنَا أوّلًا ثُمَّ إِخْوَاننَا المُسْلمِين بِمَا يَنْبَغِي أَنْ
نَكُون عَلَيْه خِلَال أَيَّام شَهر رمضَان وَ لَيَالِيه ..
فَهَا هُوَ أَفْضَل الشّهُور قَد حَطَّ رِحَاله .. وَ حَلَّ بِخَيْرَاته وَ بَرَكَاته عَلَى’ هَذِهِـ الأُمَّه .. كَيْ تَغْتَنِم أَوْقَاته بِالعِبَادَه وَ الطَّاعَه ..
وَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَقْدَمِ شَهْرِ رَمَضَان .. فَهُم المُؤمنِونَ حَقًا ، لِأَنَّهُم يَرْجون أَنْ يَكُونُوا مِمَّا قَالَ فِيه رَسُول اللهِ صَلَّى’ اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم :
[ مَنْ صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا و احْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ] .. (مُتَّفَقٌ عَلَيْه) ..
وَ إِنَّ هَذَا الشَّهْر يُمَثّل فُرْصَه لِإِحْيَاء القَلْب وَ
عِمَارَتِهِ بِالإِيمَان وَ انْطِلَاقِه فِي رِحْلَة السَّيْر إِلَى’ الله ..
فَحَرِيٌّ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يُضَاعِفَ طَاعَتَهُ لله وَ يُكْثِر مِنْ كُلِّ مَا يُقَرِّبهُ لِمَوْلَاهـ