يدور الحديث دائما عند حلول شهر رمضان المعظم على أثر الصيام على السيدة الحامل ومدى إمكانية الصيام، وما هى المحاذير والشروط الواجب توافرها قبل الإقدام على الصوم فى هذا الشهر الفضيل، ولكن يندر التحدث عن هل الصوم ضار بالجنين أم أنه قد يكون مفيدا لبعض الحالات، وكيف يمكن متابعة حالة الجنين الصحية إذا قررت السيدة الحامل الصيام طوال الشهر وما هى الأعراض التى يجب على الحامل ملاحظتها على الجنين لسرعة استشارة الطبيب؟
يقول الطبيب "يجب أولا أن نوضح أن الجنين يتناول ما يحتاجه من مواد أولية مثل السكريات والأحماض الأمينية والفيتامينات وخلافه عن طريق الحبل السرى والمشيمة، وذلك مما يتوافر فى دم الأم، والطفل لا يتغذى طوال الوقت ولكنه مثل الشخص البالغ له أوقات ومواعيد للأكل ولكنها على فترات متقاربة ومتعددة، وإذا لم يجد الجنين الغذاء الكافى له فإنه يتأثر بذلك فيبدأ أولا فى التوقف عن الحركة للمحافظة على كمية الطاقة المخزونة لديه لتوفيرها للأعضاء الأساسية بالجسم مثل المخ والقلب والغدة فوق الكلوية، وإذا طالت فترة حرمان الجنين من الغذاء لعدة أسابيع فيبدأ فى حرق كمية الدهون الموجودة بالكبد والعضلات وخلافه، وهنا يتعرض الجنين لنقص النمو ويعانى من اختلال فى التمثيل الغذائى ويولد طفل قليل الوزن له مشاكل صحية كثيرة.
وهنا يدور الحديث هل هذا هو ما يحدث للجنين فى شهر رمضان المعظم إذا ما قررت الأم أن تصوم الشهر الكريم، والإجابة بالطبع لا ولكن بشروط حيث إنه أثناء فترات النهار لا يتوفر الغذاء المطلوب للجنين، وتبدأ التغيرات السابق ذكرها فى الحدوث، فتلاحظ الأم قلة أو عدم حركة الجنين طوال النهار وعند موعد الإفطار، وبدأ سريان المواد الغذائية وخصوصا السكريات إلى دم الأم، ومنها إلى المشيمة ثم الجنين، والذى يبدأ فى الحركة بعدها مباشرة، وعلى هذا فيمكن للأم الصيام بدون التخوف من أن يتأثر الجنين من جراء الصيام، ولكن أحب أن أضيف أن هذا الكلام ينطبق فقط على السيدات الحوامل اللاتى لا يعانين من أى مشاكل صحية أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكر الحمل، وأيضا نمو الجنين قبل البدء فى الصيام يكون مثاليا والمشيمة لا تعانى من تكلسات أو ضمور.
ويفضل دائما استشارة الطبيب المباشر لحالتك، حيث إنه الأقدر على توفير الإجابة الطبية السليمة لطبيعة حملك.