البعض منها مذنب لأنّه يتسبب بأمراض متنوّعة قد تكون مميتة في بعض الأحيان. وتبدو الحدود بين الفيروس والبكتيريا غير واضحة، حتى أن العلماء يضعون الإثنين معاً في خانة واحدة يطلقون عليها إسم الميكروبات.
ويكمن الفرق مبدئياً بين الفيروس والبكتيريا في نقاط عدة:
1- تتكاثر البكتيريا وحدها بالإنشطار الخليوي، بينما ينتشر الفيروس بواسطة الخلية التي يصيبها بالمرض.
2- تنتج البكتيريا طاقتها الخاصة بها، بينما يعجز الفيروس عن ذلك.
3- تستطيع البكتيريا أن تنتقل بينما يبقى الفيروس من دون حراك.
4- يُظهر المجهر الإلكتروني أن حجم الفيروس يتراوح بين ستين وثلاثمئة نانومتر (النانومتر أصغر من الملّمتر بمليون مرّة) .
ويُستثنى من ذلك بعض أنواع الفيروسات التي يمكن أن تصل الى الحجم الوسطي للبكتيريا، أي الى الميكرومتر (واحد من الألف من الملّمتر) .
إن أكثر من ستين الى سبعين بالمئة من الأمراض المعدية التي تصيبنا يعود سببها الى الفيروس. ولا يكون في هذه الحال تناول المضادات الحيوية مجدياً.
لماذا؟
لأن المضادات الحيوية تؤثر على البكتيريا، بالتعرّض لغلافها، والتأثير سلباً على تناسخ الـ"A.D.N" الخاص بها، أو إيقاف عمـلية تركيب بروتـيناتها. وبما أنه لا توجد قواسم مشتركة بين البكتيريا والفيروس، في ما يتعلق بالبنية أو في نظام العمل، فلا يمكن للمضادات الحيوية أن تكون فاعلة مع الإثـنين معاً بالطريقـة ذاتها.
من جهة ثانية، غالباً ما يكون الغلاف المحيط بالفيروس، مشابهاً لغلاف الخلايا المصابة بالمرض. لذلك يواجه العلـماء صعوبة في إيجاد دواء، يهاجم الفيروس، من دون خطر التعرّض لخلايا الجسم الذي أصابه الفيروس