راحتهما بشرب الخمر هناك . . فلما وصلا اسطنبول اشترا الخمر و ركبا التاكسي ثم ذهبا
إلى قرية ريفية و سكنا في فندق هناك حتى لا يراهما أحد . . و أثناء تسجيل الأوراق
في الإستقبال سألهما الموظف : من أين أنتما ؟ فقال أحدهما : من المدينة المنورة . .
ففرح موظف الاستقبال و أعطاهما جناح بدل الغرفة إكراما للنبي الكريم صلى الله عليه
و سلم ، فسعدا الشابين و سهرا طول الليل يشربا الخمر فسكر أحدهما والثاني نصف سكرة
و ناما ، وتفاجآ بمن يطرق بابهما الساعة الرابعة و النصف فجرا . . فاستيقظ أحدهما و
فتح الباب و إذا بموظف الإستقبال يقول له : إن إمام مسجدنا رفض أن يصلي الفجر لما
علم أنكما من المدينة و أنتم هنا فنحن ننتظركم بالمسجد. ، فصدم الشاب بالخبر و أيقظ
صاحبه سريعا و قال له : هل تحفظ شيء من القرآن ؟ فرد عليه أنه لا يمكن أن يصلي إمام
. . و جلسا يفكران كيف يخرجان من المأزق . . و إذا بالباب يطرق مرة أخرى و يقول
لهما الموظف : نحن ننتظركم بالمسجد بسرعة قبل بزوغ الفجر ، فدخلا الحمام و اغتسلا
ثم نزلا إلى المسجد و إذا به ممتلئ و كأنه صلاة جمعة . . و كانوا يسلمون عليهما
فتقدم أحدهما للصلاة فلما كبر و قال "الحمد لله رب العالمين" بكى أهل المسجد و هم
يتذكرون مسجد رسول الله ، يقول صاحبنا الذي صلى فيهم : فبكيت معهم و قرأت الفاتحة و
الإخلاص في الركعتين و أنا لا أحفظ غيرها و بعد الصلاة إنكب المصلين يسلمون علي . .
فكان هذا الموقف سببا في هداية هذين الشابين . .