سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
فضيلة الشيخ :
رجل اشتهر في علاج الأمراض وإجراء العمليات بدون جراحة ، ويخبر الناس بما فيهم من الأمراض ، وظاهره الصلاح ، وأنه محافظ على الصلاة ،
ولا يطلب من الناس نقوداً ، ولكن الناس تعلقوا به ، وأعرف أناساً من هذه المنطقة يريدون
السفر إليه وهو موجود في خارج هذه البلاد ،
فما حكم السفر إليه ؟ وما تعليقكم ؟ .
فأجاب:
يقولون: "
حدِّث العاقل بما لا يعرفه ، فإن صدق فلا عقل له! " ،
ونحن ما خبرنا أحداً يشفي الله المرضى على يده بمجرد مسح يده إلا عيسى عليه السلام ،
فأنا لا أصدق بهذا أبداً ، وإن قُدر
أن الناس فتنوا به ، وحصل أن أحداً ذهب إليه وعالجه بدون عملية : فهناك شياطين تعمل له ؛ لأنه ليس بمعقول ،
الله أكبر ! لو قال لنا أحد : هذه الشمس ما هي شمس ، هذه لمبات مكونة مجموعة
وتضيء الأرض هل نوافق على هذا ؟ لا نوافق .
أي إنسان له عقل أو أدنى مسكة من عقل لا يمكن أن رجلاً من بني آدم يؤتى
إليه بالمرضى يحتاجون إلى عمليات يعالجهم بدون جراحة ،
سبحان الله عجائب ! وهذا مما ابتلي به الناس اليوم ،
صاروا يعتمدون على غير ربهم عز وجل ، يتعلقون بالمخلوق ، فيصدقون بما لا يُعقل .
فأقول للأخ الذي يريد السفر : لا تسافر ، وابق في مكانك
واسأل ربك عز وجل ، فالله على كل شيء قدير ، كم من أناس حفرت قبورهم وجُهز الماء
لتغسيلهم ، وجلبت الأكفان ليكفنوا فيها : ولم يموتوا ،
لأن الله على كل شيء قدير ، الذي أنزل المرض قادرٌ على أن يرفعه ، ما لم يكن الأجل قد حلَّ فلا فائدة ، ماذا قال زكريا حين بشره الله بالولد ؟
وماذا قال الله له ؟ {
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً } [مريم:8]
قال الله له : { قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } [مريم:9]
من الذي أوجدك ؟ الله عز وجل ، قادر على أن يوجد لك ولداً ، من الذي أمرضك ؟ الله ، الذي أمرضك قادر على أن يرفع المرض عنك ،
لكن الله تعالى يقول : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } [الطلاق:3]
ولا بد أن أمره يبلغ مكانك { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } [الطلاق:3]
قد يكون الله عز وجل قدَّر أن هذا المرض هو المرض النهائي ، والدعاء حينئذٍ يكون رفعة للدرجات ،
وقد يكون الله قدَّر أن هذا المرض لا يزول إلا بدعاء فلان أو فلان ، فيدعو الله ويبرأ .
" لقاء الباب المفتوح " ( 217 / السؤال رقم 8 )