مضادات الأورام قد تؤدي إلى تليف الرئة
مرض رئوي مناعي يتسبب في قصور مستمر في وظائف الرئة
تليف الرئة مرض رئوي مناعي يتسبب في قصور مستمر في وظائف الرئة، وقد يتسبب في فشل رئوي إذا لم يتم علاجه. وتليف الرئة ليس نوعا واحدا، فهذا المرض يحتوي على عدة أنواع يتم تصنيفها حسب المسبب للتليف أو حسب التغيرات المرضية في الأنسجة. وتحديد نوع التليف مهم جدا لأنه يحدد نوع العلاج المستخدم ومدى استجابة المرض للعلاج. ومع تطور الطب وزيادة المختصين في هذا المجال أصبح هناك استجابة فعالة للعلاج في أكثر أنواع التليف في حين تبقى الاستجابة ضعيفة في بعض الأنواع النادرة.
ما تليف الرئة؟
وتليف الرئة ببساطة شديدة هو التهاب يصيب الخلايا التي تبطن الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية الرئوية وغشاء القاعدة الفاصل بين الخلايا والشعيرات الدموية. وهذا الالتهاب يتطور تدريجيًا إلى تليف في الرئة حتى يصل إلى مرحلة متقدمة تحطم الحويصلات الهوائية وتؤدي إلى نقص مزمن في مستوى الأوكسجين في الدم إن لم يتم علاجه. وكلمة تليف ليست دقيقة تمامًا، حيث إن اللفظ الأفضل للاستخدام هو أمراض الرئة الخلالية لأن المرض يصيب الخلايا ويتخلل خلال الفراغات بين الخلايا.
ما أسباب المرض؟
يختلف تليف الرئة عن تليف الأعضاء الأخرى كتليف الكبد مثلاً. ففي حين تسبب العدوى بفيروس الكبد تليفا في أكثر الحالات فإن السبب في تليف الرئة يكون في أكثر الحالات غير معروف السبب، إلا أنه في حالات أخرى قد يصاحب بعض الأمراض مثل التهابات الروماتيزم المزمنة، أو الاستنشاق المزمن لبعض المواد العضوية كالتعرض للطيور أو غير العضوية مثل مادة السيليسكا والاسبيستوس، أو بعض الأدوية كمضادات الأورام أو بعض الأمراض المناعية.
يختلف تليف الرئة عن تليف الأعضاء الأخرى
ما أعراض المرض؟
تبدأ أعراض المرض بضيق في التنفس مع المجهود، ويبدأ الازدياد في الأعراض تدريجيًا علىعدة أشهر، وفي الحالات المتقدمة يشكو المريض من ضيق التنفس المستمر ومن دون أي مجهود. ومع تقدم المرض تبدأ الأعراض الأخرى مثل السعال الجاف الذي في بعض الحالات قد يكون مستمراً، وقد يصاحب ما سبق ضيق وعدم ارتياح في الصدر وضعف عام ونقص في الوزن. وفي حال التليف إن كان التليف ناتجاً عن أمراض أخرى كالروماتيزم فإن أعراض الروماتيزم في العادة تسبق أعراض الجهاز التنفسي. وتليف الرئة ولله الحمد مرض غبر شائع ولكنه مرض مزمن. ويصيب تليف الرئة غير معروف السبب في العادة متوسطي العمر، ولكن في حالات نادرة قد يصيب الشباب، كما أنه يزداد عند المدخنين.
الالتهاب يتطور تدريجيًا إلى تليف في الرئة
كيف يتم التشخيص؟
من المهم للمرضى المصابين بتليف الرئة المتابعة مع طبيب مختص في أمراض الصدر ويفضل أن يكون لديه اهتمام خاص أو تخصص في تليف الرئة، لأن علاج المرض يحتاج خبرة كبيرة من الفريق المعالج. وللتأكد من تشخيص المرض يحتاج المريض إلى إجراء بعض الفحوص، فهناك بعض الاختبارات التي تجرى للدم للكشف العام، وفي حال اشتباه وجود مرض روماتيزمي فقد يتم إجراء اختبارات خاصة بالروماتيزم. ويتم إجراء اختبارات شعاعية للرئة ومنها أشعة الصدر المقطعية واختبارات لوظائف الرئة واختبارات للجهد وقياس الأوكسجين في الدم. وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر أخذ عينة صغيرة من الرئة تحت التخدير العام. والعينة تبين بشكل جيد التغيرات المرضية في الأنسجة ما يساعد الطبيب على معرفة نوع التليف أو مرض الرئة الخلالي؛ حيث هناك أكثر من نوع من هذه الأمراض كما ذكرنا أعلاه واستجابتها للعلاج تختلف حسب نوع المرض؛ ففي حين أن هناك نسبة كبيرة من هذه الأمراض تستجيب بصورة مقبولة للعلاج نجد أن هناك نوعًا واحدًا تكون استجابته للعلاج ضعيفة وفي حالات معينة ربما لا يستجيب.
ما طرائق العلاج؟
نوعية الأدوية المستخدمة قد تختلف حسب نوعية التليف ومسببه ولكن بصفة عامة، يتكون العلاج في أساسه من مشتقات الكورتيزون مدعمة بأدوية المضادات الكيميائية. ويحتاج أصحاب الحالات المتقدمة إلى استخدام الأوكسجين في المنزل طوال اليوم للحفاظ على مستوى الأوكسجين في الدم وتجنب الآثار الجانبية لنقص الأوكسجين المزمن مثل زيادة ضغط الشريان الرئوي. وفي الحالات المتقدمة جدًا التي لا تستجيب للعلاج يبقى الأمل العلاجي الوحيد زراعة الرئة حيث يتم زراعة رئة أو رئتين للمريض المصاب بالمرض.