تعتبر القيم الإيجابية الجيدة من أهم الهدايا التى يمكن للأب أو الأم منحها لطفلهما وهو الأمر الذى سينعكس عليهما أيضا، فمع مرور الوقت سيقول الناس دائما إن أهل هذا الطفل أو ذاك قد نجحوا فى تربيته. يجب على الأهل وخاصة الأم البدء فى تعليم طفلها القيم الإيجابية بدءا من المنزل بدلا من ترك الأمر كله لتجارب الحياة. إن القيم الإيجابية فى حياة الطفل ستضمن له السعادة والنجاح. وبالطبع هناك الكثير من القيم والأخلاقيات الجيدة والإيجابية التى يجب على الأهل تعليمها للطفل، ولكن على الأهل أيضا ألا يقلقوا لأن هناك الكثير من القيم المرتبطة ببعضها البعض. فعلى سبيل المثال، إذا تعلم الطفل كيف يسامح الآخرين فإنه سيتعلم كيف يكون رحيما ومتعاطفا، وأيضا إذا تعلم الطفل كيف يكون متفائلا فإنه بالتالى سيتعلم الإصرار والمثابرة.
فى البداية يجب أن تكون عزيمة الطفل قوية وأن يعرف جيدا كيفية التعامل مع مختلف المواقف.
إن الصدق صفة وقيمة مهمة جدا للطفل فى حياته ومستقبله مع الوضع فى الاعتبار أن الصدق ليس أمرا من السهل على الطفل تعلمه، لأنه لا يتم بقواعد معينة ومحددة، فيجب على الطفل أن يتعلم كيف يكون صادقا عن طريق الأمثلة التى يراها بعينه. إن الطفل المولود لا يمتلك أدنى فكرة عن الخداع والكذب ولكن مع الوقت فإنه قد يلجأ للكذب بسبب الربط أحيانا بين تصرفه بطريقة جيدة وبين حصوله على مكافأة ما. ويعتبر الصدق قيمة أساسية عند الطفل لأنه سيحميه من الانزلاق فى أى أمور خاطئة. واعلمى أن طفلك عندما يكون صادقا فإنه سيتقبل فكرة أنه أخطأ وسيكون أكثر تقبلا لنصائحك التى قد تمنعه من تكرار الخطأ مرة أخرى.
يجب أن تعلمى طفلك كيف يكون عطوفا على كل من حوله وألا يكتفى بمجرد التحدث عن كيف يكون عطوفا بل أيضا كيف يتصرف بعطف تجاه الآخرين. ويجب أن يتعلم طفلك أيضا كيف يفكر بمنطق من هم أقل حظا منه حتى يعرف كيف تكون مشاعرهم. علمى طفلك أيضا أن يحب كل من حوله وهو الأمر الذى سيجعله لا يشعر بأى مشاعر سلبية فى حياته المستقبلية.
تمتلئ الحياة بالإخفاقات والإحباطات ولذلك فإن التفاؤل قيمة مهمة يجب على الطفل أن يتعلمها فهو من وقت لآخر سيواجه تحديات عليه أن يتخطاها وألا يصاب باليأس. واعلمى أن الطفل إذا بدأ يشعر باليأس منذ الصغر فإن فرصه فى النجاح فى المستقبل ستكون قليلة. يجب عليك أن تعلمى طفلك أن تكون نظرته للمستقبل إيجابية حتى يتمكن من استكشاف مختلف الفرص أمامه.
عليك أن تعلمى طفلك كيف يشارك الآخرين وليس من الضرورى أن تكون المشاركة مع أطفال آخرين بل يمكن للطفل مثلا أن يقدم قطعة شيكولاتة من الشيكولاتة الخاصة به لأحد أفراد العائلة البالغين. واعلمى أن طفلك إذا تعلم قيمة المشاركة منذ الصغر فإن هذا الأمر سيفيده فى المستقبل وسيجعله يشعر بالسعادة وبقيمة العطاء. وهو بتلك الطريقة سيكبر ويتعلم ألا يكون أنانيا وألا يتمسك بالأشياء التافهة فى الحياة.
بمرور الوقت ومع تقدم الطفل فى العمر فإنه سيبدأ بالتأثر بزملائه ومعارفه وأصدقائه من حوله، ولذلك يجب عليك أن تعلمى طفلك منذ الصغر وفى سن مبكرة أن الشخصية المستقلة هى الأمر الذى سيجعله مميزا. وقومى بالتوضيح لطفلك أنه من الطبيعى أن تختلف اهتماماته والرياضات التى يحبها مثلا عن تلك التى يحبها أصدقاؤه وزملاؤه وأنه يجب ألا يقارن نفسه بأصدقائه.يجب على طفلك أن يتعلم كيف يسامح الآخرين حتى لا يكبر ليكون شخصا يشعر بالمرارة دائما. وعلى طفلك أن يفهم أن الشعور بالمرارة تجاه الشخص الذى أخطأ بحقه سيجعله تعيسا.إن الإصرار والعزيمة أمور تجعل الطفل لا يتخلى أبدا عن أحلامه أو أى هدف يعمل على تحقيقه. ومنذ الصغر يتعلم الطفل كيف يمشى وكيف يزحف عن طريق الإصرار والعزيمة والتجربة.
يجب أن تكونى قدوة ومثالا أمام طفلك الذى يراقبك ويراقب الطريقة التى تتصرفين بها وتتعاملين بها مع الآخرين. فمثلا إذا أردت من طفلك أن يكون صادقا ومحترما وعطوفا فيجب أن يرى فيك أنت تلك الصفات. واعلمى أن طفلك مثلا لن يتعلم قيما مثل الإصرار والعزيمة إذا رأى على سبيل المثال أنك قد تخليت عن اتباع نظام غذائى معين لأنك قد مللت. واعلمى أيضا أن الأمور الصغيرة مثل طلبك من طفلك أن يقول للشخص على الهاتف إنك غير موجودة بينما أنت فى الحقيقة موجودة سيجعله يرى أن الكذب أمر عادى.