حدثت صديقاتي عنه ........ لا بل عن كل شئ ..... عن تفاصيل وتفاصيل ... الخطوبة .... ( الشوفه)... ثم الزيارات والخطوبه الرسميه والشبكه والمهر .... ولم يتبقى سوى ( الملجه ) بدأت بالاستعداد ....
وذات يوم حزين ، عصف بقلبي الصغير ... دخل والدي متجهما بعد صلاه المغرب على غير عادته ......نادى والدتي بصوت أجش وقال بغتضاب : "نادي البنت " وجئت أسير بخفه وجلست بين والدي ووالدتي ، وكلانا مذهولين بمنظره الغريب ؛ لقد كان شاردا بألم ؛ عابسا بشكل لم اعهده في أبى ..... قال بصرامة : يا بنتي يا دلال ... محمد لا يصلح لكي ... سننهي الخطوبة .. وأنت عزيزة مكرمه شعرت أن قلبي سقط في حفره عميقة .... ظننت وقتها أن من حولي دقات قلبي العنيفة والمجنونة ...... حتى الشهقة لم استطع اجتذابها ....
وانتفضت أمي وقالت : ليش ؟
فقال أبى : هذا ولد سيئ سكير وكثير السفر
أحسست بدوار شديد هل هذا يقبع خلف شخصيه محمد ... المحبوب ؟
لم استطع التحدث ولا التفكير فوالدي اصدر الحكم وجاء بي كمستمعة فقط ....
ثم علق قائلا وهو خافض رأسه 000و قال لي (أبو سعد) ذلك عن محمد ولم اصدق وجاء لي بالدليل بل بالادله القاطعة وقال لي : اياك أن تزوج بنتك لهذا ال ...
رافقت دمعتي أياما طويلة كانت لحظه عصيبة مره المذاق ماذا سوف أقول للجميع ؟
وهل سأقول لصديقاتي الحقيقة ...... وأنا التي أكاد أذوب خجلان وفرحا ....؟
وهل سوف اقنع نفسي قبل الأخريين ... بصحة ما سمعته عنه ؟
" هل يعقل أن يخدعني قلبي ، وأنا التي ارتحت له ولم اشعر باتجاهه بأي نفور أو بعد ... بل على العكس رأيت فيه سيم الأخلاق والأدب والرجولة ...
وقفت أمي واخواتي وكذلك صديقاتي وحاولت تخطي أزمتي وصدمتي هذه ... رغم الآلام الكثيرة الا صديقتي ( منار) التي تغيرت علي كثيرا واتهمتني بالغرور وأنني لا انتهز الفرصة ولا أدافع عن حقي ، وتجاهلت في خضم حزني ... تصرف صديقتي المؤلم هذا ... وتغافلته تناسيته...... لكن العلاقة بين أختي ( مريم) و (رغد) أخت منار بقيت قويه ولم تتأثر ....... حاولت بطيبة أن اشرح لأختي الموقف لعلها تصلح بيننا ولكن دون فائدة .........
حتى حلى الدور على أختي ( مريم ) حين جاءتني مذهولة وهي تقول : لقد بدأت ( رغد ) تتصرف مثل تصرفات أختها ( منار ) معكي ....... إنها بكل وضوح تتنصل مني وترغب بإنهاء كل ما بيننا... هكذا بلا سبب .. !!
وكان أحدا ما يدفعها إلى ذلك دفعا ....... فهل تظنين أن لمنار دخلا في هذا ..؟؟؟؟؟
فقلت : استغفري الله .... لا تسيئي الضن بالفتاة ..... ثم هم أحرار .... لا علينا
وسحبت من يدها كيس الشبس و بدأنا نتشاكس ونحن نأكله....
********
حتى دق هاتف أختي فإذا هي ( رغد) .....؟؟؟
تكلمت مع رغد قليلا ثم شاهدت عيني أختي تكاد تخرج من مكانيهما وهي تقول بغصة ....: ماذا ...؟؟
ثم أغلقت الخط باشمئزاز .....
وقفت أمامي وهي تقلب شفتيها : توقعي ماذا ؟ صديقتك الغالية (منار) .....
بنت ( أبو سعد ) .. جارنا ..جارنا العزيز اللذي يخاف على مصلحتنا اكثر من والدنا ... و يسال خطيبك وينبش في ماضيه و حاضرة حتى جعله أسوء الناس
لقد ... لقد ... لقد خطبت ( منار ) ( لمحمد ) .. ووافقت ..والزواج بعد العيد ... !! وهاهي (رغد) تحدثني عن ذلك بغرور و برودة ... وكأنها تزتفزني
كانت أختي مريم وهي تحدثني وكأنها تلقي بتيارات ساخنة على جسدي كله .... إني على وشك الانهيار ...
ياااااااه في أي دنيا نحن نعيش ....؟
هل هي غابه ؟
**********
رأيت والدي ووالدتي يتهامسان وعلى شفتيهما ابتسامه استشف واعلم بها أن هناك من تقدم لي !
وحين ربتت أمي على كتفي تطلب رأي بالخاطب الجديد ...
قلت وأنا ابتسم ابتسامه باردة : امنحي قلبي يا أمي ليحكم ... فالتجربة التي مررت كانت خيرا لي ... ليتعلم منها أبى كيف يحكم على الرجال بمعزل عن أراء الآخرين مهما كانت .. وكيف يكون له منظاره الخاص .... وتعلمت أنا كيف أصون مشاعر ي ولا اجعلها عرضا سينمائيا لمن يريد لا يريد .....
تعلمت كيف اخطو في مثل هذه المرحلة خطوه بقلبي ؛ وأخرى بعقلي؛ حتى لا اندم .....
ولست نادمه ولله الحمد ...
لكن الآن ... سآخذ إيجازه قلبية ... واركز على الدراسة ... تصبحين على خير يا أمي .
(انتهت)وسامحوني طولت عليكم